زاكورة : نزار بركة يؤكد أن الماء يحظى بأهمية قصوى من طرف كل المتدخلين
ترأس وزير التجهيز والماء، نزار بركة، يوم الإثنين 23 يناير الجاري بزاكورة، أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لدرعة وادنون برسم سنة 2022.
وقد خصص هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص، عامل إقليم زاكورة، فؤاد حجي، ورئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، هرو أبرو، ونائب رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، وكذا ممثلي المجالس الجهوية والهيآت المنتخبة، الوقوف على حصيلة عمل الوكالة، وتقديم ومناقشة ميزانيتها وبرنامج عملها برسم سنة 2023.
وفي مستهل أشغال هذا المجلس الإداري، أكد السيد بركة، على الأهمية القصوى التي يحظى بها قطاع الماء بالمغرب من طرف كل المتدخلين، مستحضرا التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الأولى من السنة التشريعية الثانية للولاية التشريعية الحادية عشر، بتاريخ 14 أكتوبر 2022. حيث أكد جلالته على أن سياسة الماء شأن مشترك مما يقتضي التحيين المستمر للاستراتيجيات القطاعية على ضوء الضغط القائم على الموارد المائية وتطورها المستقبلي.
وفي هذا الصدد، سلط الوزير الضوء على ما حققته المملكة من إنجازات كبيرة في مجال الماء بفضل السياسة المائية الحكيمة والناجعة التي اعتمدها المغرب منذ عقود، موضحا أن البنيات المائية المنجزة بحوض درعة وانون تشمل سدين كبيرين (سد المنصور الذهبي وسد السلطان مولاي علي الشريف بإقليم ورززات)، و31 سدا صغيرا وتليا وعدة آبار وأثقاب لاستغلال المياه الجوفية ومحطة لتحلية المياه بطانطان.
وذكر السيد بركة أن السنة المنصرمة تميزت على مستوى هذا الحوض بإنجاز عدد من المشاريع الرامية إلى تعزيز المنظومة المائية، أهمها، الانتهاء من إنجاز سد أكدز بسعة تخزينية تصل إلى 247 مليون مكعب، مما سيمكن من تأمين تزويد إقليم زاكورة بالماء الشروب وكذا تقوية أنظمة سقي الواحات، وقد شرع في ملء الحقينة ابتداء من آخر يوليوز 2022.
ومن بين هذه المشاريع أيضا، يضيف الوزير، مواصلة أشغال إنجاز سد فاصك بسعة تخزينية تصل إلى 79 مليون مكعب، مما سيمكن من تقوية تزويد مدينة كلميم بالماء الشروب، وقد بلغت نسبة تقدم الأشغال به 87 في المائة.
وفي سياق متصل، وتفعيلا لقانون 15-36 المتعلق بالماء، أبرز السيد بركة، أن وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون قامت بإعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى الحوض، وذلك بتشاور تام مع مختلف المتدخلين والفاعلين المؤسساتيين.
بالمقابل، أوضح وزير التجهيز والماء، خلال هذا الاجتماع، أن السنة الهيدرولوجية 2021-2022 اتسمت بعجز في التساقطات المطرية على مستوى حوض درعة واد نون، مقارنة مع المعدل السنوي، حيث بلغ هذا العجز 45 في المائة، كما عرفت التساقطات المطرية بالحوض، منذ فاتح شتنبر 2022 إلى 18 يناير أكتوبر 2023 عجزا قدر بـ56 في المائة، مقارنة مع المعدل السنوي، مما أثر سلبا على حجم الواردات على مستوى حقينات السدود بالمنطقة (15.1 في المائة أي ما يعادل111.91 مليون مكعب) وعلى مخزون الفرشات المائية.
ومن أجل مواكبة هذه الوضعية، أكد الوزير أن الحكومة انكبت على تنزيل برامج مهيكلة بحوض درعة واد نون، حيث تمت برمجة إنجاز العديد من المشاريع أهمها، إنجاز سد مسالت بإقليم طاطا مما سيمكن من الحماية من الفيضانات و إرواء الماشية وكذا السقي، ومواصلة إنجاز محطة لتحلية مياه البحر من أجل تأمين تزويد إقليم سيدي إفني بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى توسيع محطة تحلية مياه البحر باقليم طانطان وتوسيع محطة تحلية المياه الأجاجة بمنطقة خنك الحمام بغية تقوية منظومة التزود بالماء الصالح للشرب لمدينة طانطان والوطية.
وفي نفس السياق، اعطيت الانطلاقة لإنجاز الدراسات المتعلقة بمحطة تحلية مياه البحر لتأمين التزود بالماء الشروب بجهة كلميم واد نون، مع مواصلة تجهيز الأثقاب وإنجاز أشغال الأثقاب الاستكشافية من أجل تحسين معرفة الطبقات الجوفية وخصائصها وتعبئة موارد مائية من أجل تلبية النقص الظرفي لمياه الشرب خاصة بالمناطق القروية.
ومن بين هذه البرامج أيضا، إنجاز 24 سدا صغيرا منهم اثنان ستتم صيانتهما بمنطقة نفوذ الوكالة ضمن السدود المبرمجة للفترة 2022-2024، حيث تهدف هذه السدود إلى ضمان التنمية المحلية وتطوير الري الصغير، والحماية من الفيضانات.
ولتخفيف الضغط على الموارد المائية الاعتيادية، صرح السيد بركة، أنه يتم حاليا تعميم استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي الحزام الأخضر بمدينة زاكورة، كما يتم إنجاز دراسات لنفس الغرض بكل من كلميم وطانطان، وكذا مراكز الجماعات الترابية لميرلفت ولخصاص باقليم سيدي إفني.
ولضمان تدبير أمثل للموارد المائية واستدامتها، أفاد الوزير، أن وكالة الحوض المائي درعة واد نون تقوم، حاليا، بإعداد عقد التدبير التشاركي للفرشة المائية الفايجة بإقليم زاكورة والفرشة المائية لكلميم، بتنسيق مع المتدخلين والشركاء المؤسساتيين المعنيين.
يشار إلى أنه تمت المصادقة، خلال هذا الاجتماع، على مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية بحوض درعة واد نون، كما تمت المصادقة على ستة مشاريع اتفاقيات، تهم على الخصوص إنجاز مشروع حماية منطقة لكزيرة بإقليم سيدي إفني من أخطار الكوارث الطبيعية، وكذا إنجاز مشاريع الحماية من الفيضانات لكل من جماعات فم الحصن بطاطا ولخصاص بسيدي إفني، وتازناخت وسيروا بورزازات، علاوة على إنجاز اشغال تقوية التزويد بالماء الصالح بجماعة مير اللفت.