تيفلت : الأبطال “بوطيور” … مسارات متقاطعة تضع الرياضة تحت المجهر
- الأبطال بوطيور …. مسارات متقاطعة من شأنها الإسهام في تأهيل الرياضة بمدينة تيفلت
يحظى القطاع الرياضي ببلادنا بعناية واهتمام بالغين من قبل جلالة الملك حفظه الله، وذلك بالنظر للحاجة المتزايدة والتي بات يشهدها هذا المجال، إذ أضحت الرياضة المغربية تضطلع بأدوار حيوية واستراتيجية كبرى في مسارات التنمية المعلنة على أكثر من مستوى، من قبيل الإسهام في تعزيز قيم المواطنة والانخراط الموصول في بناء مجتمع حداثي وديمقراطي يراعي مقومات الهوية المغربية.
وفي هذا الإطار و تكريسا للخيارات السالف ذكرها و لمباشرة أي إصلاح منشود يلزم بالأساس المراهنة على استثمار الموارد البشرية و الحرص على إدماجها وفقا لمقاربة تراعي محددات الكفاءة و الأهلية في المجال الرياضي و كذا الألقاب المتحصل عليها خلال مختلف المحافل و التظاهرات الوطنية و الدولية، و إذا أخدنا مثلا مدينة تيفلت كنموذج للمدن التي من شأنها أن تشكل دعامة لنجاح الأوراش المفتوحة في هذا الصدد، يلزم استحضار المسار الحافل و الملهم للأبطال بوطيور الذين يعتبرون اليوم مرجعا يحتذى به على المستويين الوطني و الدولي، وذلك من أجل إعداد و بلورة أي تصورات عملية بمقدورها دعم عجلة التنمية بالمنطقة، و هنا تجدر الإشارة أن جل المبادرات الرياضية التي تم إطلاقها بالمدينة أتبتث محدوديتها من حيث النتائج، مما يفسر أن الموارد البشرية العاملة في هذه البرامج أضحت عاجزة عن ابتكار أسس عمل جديدة تنسجم مع رهانات المرحلة.
- إكراهات لازالت تعترض سبيل الرياضة بمدينة تيفلت في ظل الاستبعاد الممنهج للأبطال بوطيور
من الواضح و المعلوم أن واقع القطاع الرياضي بمدينة تيفلت يعيش اليوم على وقع تراجع و تدهور بين، وذلك بسبب فسح المجال لبعض المتطفلين الذين ولجوا هذا المجال النبيل بهدف التربح غير المشروع و الارتزاق المكشوف الذي تهدف من ورائه ذات الأطراف لتحقيق أغراض شخصية، هذا دونما تجاهل أن غالبية المقاربات العملية المعلنة شهدت استبعاد رياضيين كبار مشهود لهم بالكفاءة و التضحيات الجسام طيلة مسارهم الرياضي و هنا نستحضر على سبيل المثال لا الحصر “الأبطال بوطيور”، مما جعل النتائج المحققة على أكثر من مستوى لا ترقى لتطلعات و نداءات العديد من الفاعلين و المهتمين بالشأن الرياضي.
ولازال الرأي العام التيفليتي منشغلا إلى غاية اليوم بما أضحت تعيشه الرياضة بمدينة تيفلت من تراجعات و تقلبات في النتائج تعكس الارتجالية في التسيير مما يجعل جل المسارات متدبدبة و أحيانا مخيبة للآمال، وهو الأمر الذي يجدر بنا جميعا التطرق إليه بنضج و بحس واعي و مسؤول، إذ أن النجاحات التي شهدها القطاع الرياضي مؤخرا لا يعكس بالأساس انبثاق رؤية متعددة الأهداف و ذلك لكون غالبية المشرفين على تدبير على هاته القطاعات يعانون من ضعف مؤهلاتهم المعرفية بالشأن الرياضي كما أنهم في الغالب توافدوا على هذا المجال لأهداف شخصية، إذ أضحى اليوم رهان إشراك الكفاءات الرياضية و أهل الاختصاص خيارا لا محيد عنه قد يساهم في تعزيز الأوراش المفتوحة في هذا السياق على أكثر من مستوى.
- المجلس الجماعي لمدينة تيفلت والسلطات العمومية …. انخراط متجدد لدعم المشاريع الرياضية
على امتداد التاريخ شكلت الرياضة بمدينة تيفلت مجالا للاهتمام المشترك بين مختلف الفاعلين و المهتمين بالشأن الرياضي، إذ ظل هذا القطاع يحظى بالأولوية لدى مختلف الفئات الاجتماعية مما ساهم في تعزيز مكانته في نفوس المواطنات و المواطنين و بالتالي الإسهام في تجذره في هويتهم الجماعية، وذلك لعدة اعتبارات لعل أبرزها أن ساكنة المنطقة حرصت على الدوام على تطوير شغفها بالرياضة من خلال التعبئة الجماهيرية الموصولة، إيمانا منها بأن نصرة و تشجيع الممارسات و الممارسين للرياضة يمكن لا محالة من تكريس خيار الاعتزاز بما تتم مراكمته من إنجازات تؤدي في الغالب لرفع علم المغرب خفاقا في مختلف التظاهرات و المحافل الوطنية و الدولية.
وفي ظل النجاحات الكبيرة التي حققتها مجموعة من الرياضات ببلادنا على الصعيدين الوطني والدولي إذ أن هذه المسارات الملهمة شكلت قاطرة للرياضة الوطنية، وفي هذا الصدد لابد من التذكير أن النتائج المحققة ساهمت فيها كفاءات وطنية مشهود لها تاريخيا بالتميز والعطاء، مما يجعل أحقية إشراك الطاقات الإبداعية المحلية بمدينة تيفلت رهان مرحلة، وهنا يلزم التفكير جديا في استثمار تجربة الأبطال بوطيور في المجال الرياضي وبالتالي جعلها محددا أساسيا في بلورة البرامج الرياضية المعتمدة على مستوى المنطقة.
المجلس الجماعي لمدينة تيفلت والسلطات العمومية استحضروا تحديات المرحلة المطروحة و التي تستلزم ضرورة اعتماد مقاربة شمولية لتعزيز النجاحات التي تم تحقيقها خلال الآونة الأخيرة رغم محدوديتها، إذ تم استعراض تصور يقوم على تحفيز الممارسات و الممارسين للرياضات بمختلف أنواعها و توسيع دائرة اشتغالها قصد إتاحة الفرصة لجميع الفئات الاجتماعية دونما أي إقصاء ذكورا و إناثا على حد سواء، وبفضل هذه الجهود أضحت اليوم الرياضة بالمنطقة رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج و التلاحم الاجتماعي و محاربة الاقصاء و الحرمان و التهميش.
الاخوة بوطيور فعلا هم رمز من رموز الرياضة الذين لم تنصفهم مدينة تيفلت ولم يعطى لهم المكانة التي يستحقونها فهم من الاوائل الذين عرفوا بالمدينة في رياضة الفنون القتالية في محافل وطنية و دولية . فلهم منا كامل الاحترام و التقدير و الشكر و نتمنى من المسؤولين عن الرياضة بالمدينة ان يمنح اهتمام متساوي بين جميع الرموز الرياضية بالمدينة وان لا يفضلون هذا عن ذاك فهناك جمعيات رياضية بالمدينة تحصل على كل الدعم المتاح في حين أن هناك من يتجاهلها المسؤولين ولاتحضى بالقدر المستحق .