مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة … قراءات متقاطعة نحو مستقبل أفضل

مع قرب موعد تنظيم النسخة الرابعة لمهرجان تيفلت الثقافي، وكما جرت العادة يكثر اللغط والجدل بين مؤيد ومعارض لهذا الحدث الثقافي الوطني، مما يفرز على الدوام قراءات متقاطعة ترخي بظلالها على موجة النقاش الدائر مجتمعيا بشأن هذه التظاهرة ذات البعد الثقافي، والتي غالبا ما تتتج اصطفافات متباينة بين مؤيدين لهذه المحطة السنوية والذين يظل رهانهم التحصل على عائدات ربحية وآخرين يجسدون توجها فكريا منفتحا وشموليا يلامس إلى حد كبير تطلعات ساكنة المنطقة، إذ بلغ الجدل القائم حد توصيف المهتمين بالشأن الثقافي بمعارضي أوراش التنمية المعلنة على مستوى المنطقة، هذا دونما تجاهل توجيه أصابع الاتهام لذات الأطراف كونهم ينتقدون أجواء التحضير لذات الملتقى لكونهم لم يستفيدوا من فرص الاشتغال بهذا الملتقى السنوي، ظنا منهم أن هذا الأمر يشكل قدحا وتنقيصا بالنسبة إليهم، والحال أن هذه التظاهرة كان يفترض أن تجعل من الفعل الثقافي والفني رافعة للتنمية عبر إتاحة الفرصة لكافة الفاعلين والمتدخلين المعنيين بخيارات التنمية التي تم إطلاقها على جل المستويات والأصعدة عوض نهج  سياسة إقصائية تروم استبعاد الطاقات الإبداعية و الثقافية من كافة الفقرات المدرجة بالبرنامج العام للمهرجان المذكور.

اليوم وبالنظر لمرحلة النضج التي وصل إليها مهرجان تيفلت الذي بلغ نسخته الرابعة، لم يعود مقبولا المراهنة على مزيد من الاحتقان بين مختلف المهتمين والمتدخلين من خلال فسح المجال لأصوات نتنة لم تقدم لهذا الحدث الثقافي منذ إحداثه، أي دعم بمقدوره أن يشكل رافعة للفعل الثقافي على مستوى مدينة تيفلت، غير استباحة كل مظاهر التخوين والتشهير في حق ساكنة تيفلت التي تتطلع إلى جعل هذه المحطة السنوية رافعة حقيقية للتنمية بل ومدخلا أساسيا لمواصلة أوراش الإصلاح المعلنة على جل المستويات والأصعدة.

إن نهج العديد من المهتمين والمتدخلين لسياسة تنتقد أجواء التحضير للنسخة الرابعة لمهرجان تيفلت الثقافي ساهمت لا محالة في إغناء النقاش بشأن هذه التظاهرة الثقافية، إذ بلغت موجة النقاشات المثارة بهذا الخصوص حد كشف حقيقة الأصوات التي تدعي دعمها للمهرجان والتي يعاني غالبيتها من ضعف المستوى التعليمي كما أن ذات الأطراف تفتقد لمؤهل معرفي أعلمي يؤهلها لمسايرة الجدل القائم، حيث سعت الجهات المذكورة لنفث سموم حقدها وغلها تجاه العديد من الفرقاء بعلة دفاعهم عن توجهات إدارة المهرجان، والحال أنهم يساهمون في تأزم الوضع وخلق مزيدا من الاحتقان قبيل انطلاقة هذا الحدث الوطني الذي يفترض أن يلعب دورا طلائعيا في دعم أوراش التنمية على مستوى المدينة.

هي إذا ممارسات ساهمت في تخوين كفاءات وطاقات مدينة تيفلت، كما فسحت في ذات السياق فرصا لمن يعتبرون أنفسهم داعمين لتوجه المشرفين على إحداث النسخة الرابعة لمهرجان تيفلت الثقافي الذي لا يتعدى عمره ثلاثة أيام، ليظل السؤال المطروح أية رهانات تتطلع إليها إدارة مهرجان أصبح ورقة بيد ثلة من الأشخاص الفاقدين للمشروعية الثقافية والفكرية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock