تيفلت : اجتماع حول الرياضة يدفع مدبري الشأن العام لتنظيم أنشطة في مجالات مختلفة
لم يكون أحد يتصور أن يتسبب اجتماع تشاوري حول الرياضة بمدينة تيفلت سبق أن تم تنظيمه خلال الأيام الأخيرة بمقر مؤسسة “مغرب أنباء” للإنتاج السمعي البصري والذي جمع فعاليات رياضية وازنة، في إخراج مدبري الشأن المحلي على مستوى المنطقة لتبني أنشطة مختلفة همت العديد من المجالات ذات الصلة بالقطاع المذكور، في مشهد أثيرت بخصوصه نقاشات مجتمعية عميقة وذلك بالنظر لحالة الجمود التي عاش على وقعها الجسم الرياضي جراء تنصل المجلس الجماعي من التزاماته تجاه ممثلي العديد من التخصصات، إذ طرحت جل البرامج المعلنة في ذات الصدد تساؤلات كبرى حول الجدوى من إطلاقها في هذا الوقت بالضبط والذي سعت فيه العديد من الكفاءات الرياضية لطرح تصورات منفتحة وشمولية تروم بالأساس النهوض بالوضع الرياضي و تطويره انسجاما مع التحولات الاستراتيجية الهامة التي تبنتها الدولة في نهجها على مختلف المستويات والأصعدة، مما يعكس ضعف نظرة أطراف سياسية محددة بعينها والتي حرصت على بسط هيمنتها غير المبررة على المؤسسات الرياضية دون مسوغ قانوني الأمر الذي سيساهم لا محالة في خلق مزيد من الاحتقان والذي أضحى العنوان الأبرز لواقع تدبير سياسي مهزوز.
ففي الوقت الذي تفاعل فيه رئيس المجلس الجماعي لمدينة تيفلت بشكل إيجابي مع مبادرة اللقاء التشاوري المذكور، سعت أطراف سياسية محددة لتبني برامج رياضية شكل الفشل عنوانها الأبرز، لتظل مساعي ذات الجهات مكشوفة للبادي والداني، في مشهد شبيه برقصة الديك المذبوح الذي يقاوم لحظة الوفاة الأخيرة، غير أن واقع الحال يجعلنا أمام واقع تحكم لوبي تلاحقه شبهات الفساد في العديد من القطاعات التي يشرفون على تدبيرها، الأمر الذي يقتضي ضرورة التعامل مع الوضع القائم بنوع من اليقظة والحزم بغية الحد من الامتدادات المحتملة لممارسات باتت اليوم متجاوزة والتي تعكس هيمنة القطب الواحد على جل المجالات والتي من شأنها أن تساهم في دعم عجلة التنمية على مستوى المنطقة.
وفي سياق متصل بذات الموضوع، لم تستطيع الأطراف السياسية السالف ذكرها أن تحقق النجاح المأمول من وراء مبادراتها المذكورة رغم توفرها على إمكانات مالية ولوجيستيكية هامة، وذلك لكون ممارساتها تنم عن رغبة جامحة للبصم على انتصار مزعوم على كفاءات رياضية تملك مقومات تؤهلها لبلورة برامج تنسجم مع متطلبات المجتمع إلى حد كبير بل وتقدم إجابات واقعية على انتظارات فئات واسعة والطامحة لجعل مدينة تيفلت حاضرة للرياضات عوض تحويلها لقلعة تدبر من طرف أشخاص لا يملكون في رصيدهم سوى مراكز نفوذهم السياسي والوظيفي على حد سواء.