نساء رائدات و أخريات يبحثن عن شواهد للاعتراف المشبوه

نساء رائدات في العمل الحقوقي والاجتماعي والسياسي بصمن عن مسار حافل أكسب المغرب مكانة مرموقة أمام المنتظم الدولي، حبهن لبلدهن ووطنهن جعلهن حريصات على رسم معالم توجهات متباينة على مستوى المشارب موحدة من حيث الهدف والرؤيا، كما أنهن تميزن بمستويات أكاديمية عليا، كلهن متفوقات سواء فيما يخص الكفاءة المهنية أو المؤهل العلمي، متألقات في مجالات تخصصهن، لا يمكن للتاريخ تجاهل بصماتهن، ساهمن في إعلاء راية البلد عاليا وجعلها شامخة بين الأمم.

زليخة نصري، أسية الوديع، عائشة الشنا، أمينة بوعياش، نزهة الصقلي، بسيمة الحقاوي، بشرى بايبانو، نزهة بيدوان، نوال المتوكل، فاطمة الإفريقي، خديجة الرياضي، مريم بنصالح شقرون …… و أخريات يصعب حصر أسمائهن، جميعا ساهمن كل من موقعها في تعزيز موقع المغرب، قدمن بوفاء أجمل ما عندهن وفاء لوطهن، سخرن أبرز طاقاتهن، ولم ينتظرن في يوم من الأيام أن يجود عليهن بلدهن بسخائه، نحتنا أسماءهن بمداد الفخر و الاعتزاز في ذاكرة بلدهن، إنه بكل اختصار ترابط معلن دون سابق إشعار بين الوطن والوطنية.

لم يسبق لهن أن انتظرن من جهة ما شهادات للعرفان وذلك لكونهن يدركن تمام الإدراك أنهن متميزات عطاء ووفاء، فالنجاح لا يستحق الإقرار من أطراف لم تستطيع حتى تحقيق ذاتها في وطنها الغني بالفرص الثمينة التي تقتضي فقط تبني خيارات حاسمة للدفاع عن مشاريع أفكار قابلة للتنزيل، وبلورتها على أرض الواقع من منطلق قناعات راسخة، تجاهلن الانتقادات والعراقيل فكان التويج والتميز بديلا للتحديات والإكراهات غير ما مرة وفي العديد من المحطات المجتمعية الفارقة في مسار البناء الديمقراطي.

جميل أن نوفي نساء متألقات ومبدعات حقهن من العرفان، لكن كم هو مؤلم أن نرى أخريات اليوم مستواهن الدراسي لا يتعدى المؤهل الابتدائي يستغلن الفعل الاجتماعي للكسب غير المشروع عبر اليات الإحسان العمومي التي تضر بصورة بلدنا على جل المستويات والأصعدة، بل الأدهى من كل هذا سعيهن اليوم للبحث عن مصادر للعرفان المشبوه والمشكوك في مصداقيته، من خلال محاولات يائسة لاستصدار شواهد افتراضية متحصل عنها من مواقع التواصل الاجتماعي ظنا منهن أن بلدنا يجهل مسارهن الذي تعتريه جملة من الممارسات الخطيرة والمجرمة.

فمثلا اليوم بمدينة تيفلت العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعمدون لنشر شواهد عبر صفحاتهم منهم من تحولوا بقدرة قادر لسفراء للسلام وللنوايا الحسنة وآخرين تربعوا على عرش شواهد للدكتوراه الفخرية فيما صنف البعض ضمن أسمى الشخصيات المؤثرة في العالم، لكن المثير للاستغراب أن جل هؤلاء مؤهلهم العلمي لا يتجاوز المستوى التعليمي الابتدائي.

وغير ثقي يامر الناس بالتقي … طبيب يداوي الناس وهو مريض، فمن يتاجرون اليوم في هذه الشواهد المشكوك في صحتها وقانونيتها أصبحوا اليوم محط نقاش وجدال مجتمعي كبير يقتضي التعاطي مع هذه الظاهرة بنوع من اليقظة والحزم لاسيما إذا تم التأكد من قيام المتورطين في هذه الأفعال بتلقي عمولات مالية مقابل توزيع صكوك الغفران على سفراء ودكاترة وأساتذة هم موضوع شك حتى إشعار آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock