مهرجان تيفلت : اليوم الأول … دائرة المقاطعة تتوسع في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية
- حملة المقاطعة تتوسع وسط تراجعات غير مسبوقة على مستوى الحقوق الاجتماعية والاقتصادية
على خلفية إطلاق موقع “مغرب أنباء” حملة لمقاطعة مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة اتسعت دائرة الأصوات الداعمة لهذه المبادرة، مما أشعل موجة من النقاشات الجادة والمسؤولة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أجمع غالبية المهتمين والمتدخلين على اعتبار أن تنظيم هذه التظاهرة الثقافية يأتي في سياق تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية على مستوى المنطقة، هذا دونما تجاهل كون عدد من المشرفين على تدبير أجواء التحضير لهذه الدورة تعتري ممارساتهم جملة من التجاوزات والاختلالات التي تنطوي على استغلال النفوذ والشطط في استعمال السلطة والتصرف في المال العام بسوء نية.
جدير بالذكر أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا منذ أيام دعمهم لحملة مقاطعة مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة، معتبرين أن حجم الغلافات المالية المرصودة لهذه التظاهرة كان من المفترض أن يتم استغلالها في برامج تروم دعم عجلة التنمية، وفي هذا الصدد قام عدد من الفاعلين بمشاركة منشورات تتضمن وسوم من قبيل “مقاطعون لمهرجان الذل والعار” فيما آخرون تبنوا نهجا جديدا يحمل عبارة “خليه يغني بوحدو”، كما أن موجة التفاعل لم تقف عند هذا الحد بل تعدى الأمر ذلك ليبلغ حد تقاسم ملصقات داعية لعدم المشاركة في هذا الحدث الثقافي عبر تطبيق التراسل الفوري “واتساب” وذلك بعلة أن ساكنة المدينة تطمح للعيش في مغرب الحريات والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
الحملة المذكورة لقيت تجاوبا من قبل عدد من الفنانين والذين أقروا صراحة بعدم مشاركتهم في مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة تلبية لنداءات ومطالب ساكنة المنطقة نظير الفنان “SIMO SOULTANE” صاحب أغنية ” تيفلت يا نوارة” التي حققت نسب مشاهدة كبيرة منذ أن طرحها هذا الأخير على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لامس هذا العمل الفني هموم وتطلعات المواطنين على مستوى المنطقة، هذا فضلا عن مبدعين ومثقفين آخرين والذين قرروا كذلك الانخراط في حملة المقاطعة مطالبين بضرورة كشف حقيقة الدعم العمومي المخصص لهذه التظاهرة الثقافية تكريسا لقيم الحكامة في التدبير والشفافية في التسيير.
- ندوة صحفية … حضرها ممثلوا حزب سياسي نافذ وغاب عنها الكتاب والمفكرين والمثقفين
من بين مظاهر الإخفاق التي طبعت أشغال الندوة التي نظمها المشرفون على تنظيم مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة، عدم مراعاة الأطراف المذكورة أثناء التحضير لهذا اللقاء الإعلامي لضرورة إعداد كتيب يرصد مسار هذه التظاهرة الثقافية منذ نشأتها وإلى غاية بلوغها دورة هذه السنة، مع حرصهم على أهمية تحديد الهدف العام لهذا الحدث، واعتماد مؤشرات ومحددات لمعرفة درجة تفاعل المجتمع مع البرنامج العام المعلن في هذا الصدد، هذا دونما تجاهل للغايات المرجوة من إقامته استنادا إلى رؤية منفتحة وشمولية تنسجم مع تطلعات وآمال ساكنة المنطقة.
المتدخلون لم يستعرضوا خلال كافة مداخلاتهم الفئات المستهدفة من وراء هذه التظاهرة الثقافية الوطنية والذين يرتبطون بشكل مباشر بهذا الحدث، كما أن المشرفون على تنظيم هذا اللقاء الإعلامي لم يعملوا على توجيه الدعوة إلى الكتاب والمفكرين والمثقفين بالمدينة، إذ كان من المفترض أن يتم تعميم إعلانات تهم تنظيم الندوة يتم توزيعها مسبقا على وسائل الإعلام الوطنية قصد إشراك المواطن في تدبير حدث وطني يمول من المال العام، عوض عقد اجتماع في ظروف تعتريها جملة من النقائص والشبهات.
ومن أبرز الأحدث التي استأثرت باهتمام الرأي العام الوطني ومختلف الفاعلين والمتدخلين غياب لجنة للإعلام والتواصل والتي يفترض أن تمنح مهمة تدبيرها إلى أحد المنتسبين للمجال الإعلامي والذي راكم تجارب نوعية في هذا المجال، إذ أنه ونتيجة لذلك لوحظ غياب كبريات المواقع الإعلامية الوطنية من قبيل “هسبريس، لكم، بديل، اليوم 24، مدار 21، العمق المغربي، أشكاين، شوف تيفي، …. إلخ” هذا إضافة إلى المحطات الإذاعية والقنوات التلفزية، الأمر الذي يعري عن واقع التسيير الهاوي وهيمنة جهات محددة بعينها على تنظيم حدث ثقافي كان الأجدر أن يتم تأطيره من طرف كفاءات من ذوي الاختصاص.
وفي سياق متصل بذات الموضوع، شكل موضوع القاعة التي نظم فيها اللقاء بدار الشباب عبد السلام المساري القريشي محور نقاشات مجتمعية عميقة كون هذه المنشأة العمومية تفتقر لأبسط مقومات الأحداث الإعلامية، والدليل رداءة الصوت التي طبعت مداخلات المشاركين بمختلف الفيديوهات التي تم توزيعها، هذا فضلا عن غياب صحافة المهرجان والتي يفترض أن تضم مصورين مهنيين دورهم أرشفة وتوثيق هذا الحدث حتى يتم حفظ رصيده التاريخي، إذ أنه ولغاية اليوم لا تتوفر إدارة المهرجان على أي إرث تقافي بهذا الخصوص باستثناء ما يتم نشره عبر الإعلام والذي تغيب عنه جملة من المعطيات الهامة والتي بإمكان مدبري الشأن العام توظيفها مستقبلا لإعداد منوغرافيا إلكترونية تخص مدينة تيفلت.
هي إذا بكل اختصار ندوة لتعرية نقائص واختلالات مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة عوض التعريف بمستجدات تظاهرة ثقافية وطنية، الأمر الذي يعكس مدى فشل المشرفين على تدبير دورة هذه السنة على جل المستويات والأصعدة وخير دليل على ذلك حضور رئيس المجلس الجماعي غير المبرر خلال الندوة الصحفية إلى جانب عضوين من حزبه مما يعطي بما لا يدع مجال للشك انطباعا عن هيمنة القطب الواحد على مختلف المجالات والقطاعات.
- فشل ذريع في أجواء التحضير لمعرضي الفلاحة والصناعة التقليدية
طيلة الأيام التي مضت ظل موضوع التحضير لمعرضي الفلاحة والصناعة التقليدية يتسم بنوع من الارتجالية وذلك نظرا لغياب مقاربة دامجة لمهنيي القطاعين المذكورين، وفي هذا الصدد باشر أحد أعضاء اللجنة المنظمة لمعرض الصناعة التقليدية اتصالا هاتفيا بزوج إحدى الصانعات التقليديات والذي نتوفر على تسجيله الكامل، وذلك قصد إشعارها بكونها من ضمن المستفيدات هذه السنة لكونها مهنية كما أنها سبق أن شاركت العام الماضي مما يعطيها أحقية المشاركة حسب وصف المتحدث، قبل أن يتم إلغاؤها بفعل تدخل المشرفين على إدارة المهرجان بعدما علموا بكون زوجها من بين المنتقدين للمهرجان، وفي هذا السياق أكد مسؤول بإدارة المهرجان خلال حديث لموقع “مغرب أنباء” أن الشخص الذي باشر تنسيقه مع السيدة المذكورة لا علاقة له بتسجيل المستفيدين مؤكدا أنه وحده من له صلاحية انتقاء المشاركين، مما يعطي بوادر فشل ذريع لمعرض لم يتم التحضير له إلا خلال اليومين الماضيين بعدما ساد نوع من الارتباك المنظمين.
جدير بالذكر أن عددا من المشاركين في معرض الصناعة التقليدية لهذه السنة لا علاقة لهم بالقطاع بل تم إدراجهم ضمن لائحة المستفيدين سعيا من المنظمين لتجاوز إخفاق غير مبرر مما يعري عن واقع تغيير وجه استعمال الفضاءات التي يفترض أن تستغل من الصناع التقليديين عوض منحها لدخلاء على القطاع دون مبرر أو مسوغ قانوني، إذ يظل أعضاء اللجنة المنظمة يدبرون بينما أخرون يقررون.