مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة …. انتقادات واسعة في ظل استبعاد غير مبرر للمثقفين و الفنانين

على خلفية نشرنا لمقال تحت عنوان : ” مهرجان تيفلت الثقافي في نسخته الرابعة … قراءات متقاطعة نحو مستقبل أفضل”، اشتعلت موجة نقاشات جديدة بشأن هذا الحدث الثقافي الوطني، إذ تفاعل المشرفون على تنظيم هذه التظاهرة مع تناولنا لذات الموضوع بحس يكشف ضعف إدارة هذه المحطة حيث بلغ الأمر حد اعتبار أن تسليطنا الضوء على أجواء التحضير لنسخة هذه السنة يعكس تغيرا في موقفنا تجاه المهرجان معتبرين أن الهدف من وراء تعاطينا مع الجدل الدائر بخصوص الملتقى المذكور يعكس رغبتنا في كسب ود الأطراف التي شكلت محور انتقادنا على امتداد الأيام التي مضت، والحال أننا سعينا بتجرد ومسؤولية لبسط وجهة نظرنا بمعزل عن الطروحات التي تروج لها جهات محددة بعينها في محاولة منها للترويج إلى روايات مردود عنها وذلك بالنظر لتوسع دائرة المنتقدين الذين غالبا ما عبروا عن تذمرهم وسخطهم إزاء المقاربات التي تم اعتمادها والتي تنطوي على ممارسات إقصائية ستجعل لا محالة الدورة الرابعة عنوانا لفشل غير مسبوق.

ودرئا لكل الشكوك التي يسعى المشرفون على تدبير أجواء التحضير للنسخة الرابعة لمهرجان تيفلت الثقافي إلى الترويج لها اختار موقع “مغرب أنباء” لعب دورا طلائعيا ورياديا يتمثل في تسليط الضوء عن مظاهر الإخفاق التي طبعت أداء عدد من مسؤولي إدارة هذا الحدث السنوي سعيا منا إلى الإسهام في تجويد فقرات البرنامج العام لهذه التظاهرة الثقافية، تكريسا لخياراتنا المعلنة منذ أيام بشأن هذه المحطة الهامة والتي يفترض أن تجعل من الفعل الثقافي رافعة للتنمية عبر إشراك كافة المهتمين والمتدخلين في دعم عجلة التنمية على مستوى المنطقة عوض إقصاء الطاقات الإبداعية المحلية التي تم تغييبها بشكل متعمد وغير مبرر بغية بسط جهات محددة هيمنتها على الحقل الثقافي وبالتالي فسح المجال لذات الأطراف قصد التصرف في المال العام بسوء نية دون أن تطال آليات الرقابة مدبري هذا الملتقى، ليظل الغموض يكتنف حقيقة الغلافات المالية المرصودة لهذه المحطة والتي تسائل الجمعية المنظمة اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وفي سياق متصل بذات الموضوع انعقد اجتماع أول أمس بمدخل مدينة تيفلت قرب منزل رئيس المجلس الجماعي لمدينة تيفلت والذي حضره عدد من المسؤولين في مبادرة تروم بالأساس التحضير لإنجاح النسخة الرابعة لمهرجان تيفلت الثقافي، إذ استعرض المشرفون على أجواء التحضير لهذه المحطة وجهات نظرهم بشأن هذ التظاهرة الثقافية في مشهد يعري عن واقع التسيير الهاوي لاسيما وأن هذا اللقاء عرف غياب مثقفي المنطقة وكذا المهتمين والمتدخلين بالشأن الثقافي مما يكشف هيمنة القطب الواحد والتي ستكون لها امتدادات ستنعكس سلبا على مدى نجاح هذا الحدث الوطني في المستقبل القريب.

إنها الإهانة بكل اختصار حين يغيب المثقف والمهتم والمتدخل بالشأن الثقافي عن حدث قيل أنه مهرجان للثقافة والذي اختير له شعار الانخراط في دعم توجه الدولة الاجتماعية، والحال أن رهان جعل الفعل الثقافي رافعة للتنمية يظل غائبا ليستمر مسلسل العبث والتسيب لقطب سياسي لازالت تلاحقه إلى غاية اليوم فضائح بالجملة والتي تستلزم ضرورة التعاطي مع تجاوزاته وفق مقاربة تقتضي بالأساس تكريس المبدأ الدستوري الرامي لربط المسؤولية بالمحاسبة إحقاقا للقانون وضمانا لعدم إفلات ذات الأطراف من العقاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock