منتصر حمادة يكتب : خلاصات توصل إليها زائر لمعرض الكتاب
من الخلاصات التي من المفترض أن يتوصل إليها زائر معرض الكتاب، على افتراض أنه لم يتوصل إليها من قبل، وأخص بالذكر هنا الكتاب والباحثون والفئة التي تدور في هذا الفلك، أن نتعلم التواضع، لأن الاطلاع على جديد الإصدارات، حتى لو كان قليلا، يكرس قاعدة اتساع دائرة ما نجهل مقارنة مع ما نعلم، وهي قاعدة كانت متداولة مع الأقلام التراثية في محور طنجة جاكارتا، ومتداولة أيضا في محاور وثقافات أخرى، لكنها تراجعت بشكل واضح في الساحة، ومن مؤشرات ذلك، ظهور خطاب “التمركز على الذات” مع العديد من أسماء الساحة، أو مع تيارات وما جاور هؤلاء.
يمكن التعامل مع الصورة المرفقة أنها تضم المؤلفات الخاصة بحقل الفن، السياسة، الدين، الأدب، الاجتماع…، والحال أن ما نعلمه حول حقل واحد بالتحديد يؤكد تلك القاعدة، لأنه لا يمكن الظفر بمجمل معالم وتفاصيل ذلك الحقل، هذا دون الحديث عن معضلة التقاطعات بين الحقول نفسها، وقس على ذلك تعقيدات أخرى لا حصر لها، وبالرغم من ذلك، لا زال الإقرار والاعتراف بهذا التواضع نادرا، وهذا مؤشر آخر على مكانة الإنتاج البحثي والإبداعي في المنطقة مثلا، مقارنة مع السائد في باقي المحاور، وهي مكانة متواضعة جدا.
لهذا سبقت الإشارة في تدوينة سابقة منذ سنوات إلى طبيعة المراجعات القاسية التي تنتظرنا جميعا، وهي مراجعات لا ينفع معها تغطية الشمس بالغربال.