محمد يتيم يكتب : أية قراءة لتصريح وزيرة السياحة خلال زيارتها للداخلة …
التصريح الذي أدلت به السيدة وزيرة السياحة خطير جدا حين طلب منها صحفي الإدلاء بتصريح حول زيارتها الداخلة..
وكانت السيدة الوزيرة قد بدأت تقديم تصريحها باللغة الفرنسية … لكنها بدل الاستجابة قالت للصحفي : ” ديرو الترجمة ”
الى هنا، ورغم ما في هذا الموقف من استخفاف باستخدام اللغة الوطنية و لو بالتعبير الدارج حيث يمكن غض النظر عنه لكن الكارثة أنها أردفت قائلة و بنبرة متعالية : ” خاص المغاربة يتعلمو”
ومن الواضح أن المقصود أن المغاربة “خاصهوم يتعلموا ” اللغة التي لا تستطيع الوزيرة الحديث بدونها !
على المغاربة جميعا، حسب الوزيرة ، أن يكونوا فرنكوفونيين أو أن يكونوا قد مروا عبر مدارس البعثة الفرنسية أو تلقوا تعليما فرنكفونيا ..
ليس غريبا أن عددا كبيرا من الوزراء كانوا من حيث تكوينهم فرنكوفونيين، لكنهم لما استوزروا بذلوا جهدا كبيرا في الحديث للمواطنين وللبرلمانيين باللغة العربية بصعوبة في البداية لكنهم مع المدة تمكنوا من التعبير باللغة العربية أو لغة عربية مهجنة ونذكر وزير المالية برادة، وغيره من الوزراء في قطاعات أخرى مثل قطاع السياحة !!
مثل هؤلاء يمكن أن نطلق عليهم فعلا كفاءات لا من حيث تمكنهم من المعرفة الاقتصادية والمالية ومعطيات قطاع السياحة في حالة وزراء السياحة، ولكن من حيث قدرتهم أيضا على تطوير قدرتهم التواصلية مع البرلمانيين والمجتمع كما فعل الوزير برادة وغيره.
هؤلاء هم الكفاءات الحقيقية، وجاء الزمن الذي أصبح الوزراء الذين يزعمون أنهم كفاءات يطلبون من الصحافة تبليغ خطابهم باعتماد الترجمة ويطلبون من الشعب أن يكون فرنكوفونيا مفرنسا وأن يتعلم الفرنسية كي يفهمهم، فضيحة بكل المقاييس!!!
إنهم يريدون تغيير الشعب، إنهم يريدون شعبا على مقاسهم تماما كما طلب عادل إمام في مسرحية الزعيم تغيير الشعب ليكون على مقاسه !!