محمد الغلوسي يكتب : الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي للمملكة كشفت تفاوتات مجالية و اجتماعية مهولة
الفيضانات التي ضربت الجنوب الشرقي للمملكة كشفت ذلك التفاوت المجالي والإجتماعي المهول ،ساكنة تعيش على هامش الهامش ،بنيات تحتية منعدمة ،انهيار ماتم انجازه بسرعة البرق وكأننا امام لعبة للأطفال بالرمال في الشواطئ ،قناطر وطرق لاتحمل إلا الإسم وتحمل كل عناوين الغش والفساد والنهب.
هي مناطق يعيش سكانها على حافة الفقر والبؤس والحرمان ،وجوه الناس وتجاعيدهم وأحوالهم تفضح زيف كل شعارات التنمية والدولة الإجتماعية.
يحدث هذا في الوقت الذي تسيطر فيه نسبة 10% على مايقارب 63% من ثروات وخيرات المغرب ويستنزف الفساد مايقارب 50 مليار درهم سنويا !!يحدث هذا ايضا في الوقت الذي تجد فيه شباب وقاصرون يتعبأون للهجرة خارج البلد بحثا عن الحلم المفقود.
يحدث هذا في الوقت الذي تجتمع فيه نخبة سياسية وبالإجماع على تحصين قلاع الفساد والرشوة والريع ونهب المال العام وإغلاق كل منافذ محاربته وتوظيف البرلمان والتشريع لحماية أقلية متعفنة تسرق ليل نهار وتستغل مؤسسات الدولة للإثراء غير المشروع ومراكمة الثروة المشبوهة ودفع البلد نحو المجهول ،نخبة مرتشية ومتسخة وغارقة في الوحل تريد أن تحمي “كرامة ” و “هيبة ” اللصوص ويهمها ذلك أكثر مما يهمها تنمية البلد وتقدمه والحفاظ على استقراره وأمنه الإجتماعي.
يوجد المغرب اليوم امام مفترق الطرق وتنتظره تحديات جسيمة على كافة المستويات ولذلك يتعين القطع مع أساليب التدبير السابقة والحزم مع لصوص المال العام والقطع مع الفساد الذي شاع واصبح يهدد الدولة والمجتمع ،نحتاج كمغاربة إلى إجراءات شجاعة وقوية تعيد الثقة في المؤسسات والأمل في المستقبل.
محمد الغلوسي