سياسة إنشاء السدود … إبداع مغربي متفرد

كشفت معطيات حديثة صادرة عن المدبرية العامة للماء التابعة لوزارة التجهيز أن حقينة السدود الرئيسية بالمملكة بلغت حتى اليوم أزيد من 4.27 مليارات متر مكعب، بمعدل ملئ يقدر ب 27.2 في المائة مما يؤكد أن حقينة السدود هذا العام وحتى اليوم في مستوى أعلى بقليل من مستويات السنة الماضية.

وأفادت المعطيات المعلن عنها أن سد الوحدة سجل أهم حقينة بلغت 1.69 مليار متر مكعب بمعدل ملئ يصل إلى 48.1 في المائة بينما يأتي سد وادي المخازن في المركز الثاني بمعدل ملئ يتجاوز 63 في المائة بحقينة تناهز 426.9 مليون متر مكعب، ويحتل سد إدريس الأول المرتبة الثالثة بحقينة تبلغ 229.7 ملايين متر مكعب بمعدل ملئ قدره 20.3 في المائة.

إلى جانب هذه المعطيات الإحصائية الدقيقة نذكر بكون العديد من السدود الكبرى والمتوسطة بجهات الدار البيضاء، مراكش وأكادير تعاني من عجز مائي غير مسبوق بسبب النقص الحاد في التساقطات المطرية وارتفاع نسبة تبخر المياه الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة مما يطرح إشكالات متزايدة على مستوى توفير مياه الشرب وسقي المزارع.

وإذا علمنا بضياع أزيد من 2.5 مليار متر مكعب من المياه في البحر بين سنوات 2019 و2022 ندرك مدى نسبة الهدر المائي المسجلة ببلادنا ونعي قيمة المشروع المبتكر المتعلق بالربط بين الأحواض المائية لترسيخ التضامن المائي بين الجهات وبين السكان المغاربة ولغاية تحقيق أكبر نسبة من الاكتفاء الذاتي للمملكة من المياه، إذ أن الهدف من إنشائها أن لا تضيع مياه الأنهار العذبة في البحار بل يتم توجيهها نحو أحواض نهرية و سدود أخرى تعرف الشح و النقص في المياه.

ويسجل التاريخ بحروف من ذهب أن الاستراتيجية الملكية لمحاربة الجفاف وتأمين مياه الشرب والسقي هي رؤية ملكية متفردة وذات أبعاد استراتيجية لكونها تسبق المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي المتسارع وتمكن المغرب من بنيات ومنشآت مائية متقدمة.

ويجدر بنا في نفس السياق أن نعترف أن سياسة إقامة السدود التي سار على نهجها المغرب ولا يزال بفضل الرؤية الحكيمة للملك المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثراه هي التي أنقدته من جفاف طويل طيلة أزيد من 30 سنة وساهمت بقوة وفعالية في توفير مياه الشرب للمغاربة والسقي للحقول والمزارع المنتجة.

وفي إطار الحديث في السدود نشير إلى أن إقليم الخميسات قد تعزز في السنين الأخيرة بإحداث منشأتين جديدتين يتعلق الأمر بسد من الحجم الكبير يدعى سد ولجة السلطان بجماعة آيت ميمون خصص لتأمين تزويد عدة جماعات حضرية و قروية بالإقليم بالماء الشروب مع توفير السقي للضيعات التابعة لإقليم مكناس إضافة إلى سد من الحجم المتوسط بجماعة تيداس علما أنه لم يتم تدشين هذه المنشآت الهامة حتى الآن لأسباب غير معلومة، مع الإشارة أيضا إلى أن سد القنصرة المزود الرئيسي لمدن الخميسات، تيفلت وسيدي علال البحراوي يعاني من نسبة عالية من الترسبات الرملية ومن نقص متزايد من المياه مما قد يؤثر على إنتاج الكهرباء علما أنه قد شيد من طرف المستعمر الفرنسي سنة 1929 ليعد من بين أقدم السدود بالمملكة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock