سعيد ناشيد يكتب : الأديان مثل الأحلام
الأديان مثل الأحلام، قد تخبئ الحقائق الإنسانية الأكثر رسوخا، والتي تحتاج إلى حسن الإصغاء طالما تأتي على غير صورتها، والعبرة بالتأويل.
أقترح تأويلًا مغايرا للخطيئة الأصلية في الديانات الإبراهيمية. وهكذا أقول:
كل ما نرغب فيه سرعان ما نمل منه بعد الحصول عليه، أو بعد الوصول إليه. عندما تتحقق كل الرغبات تموت الرغبة في الحال، ويجثم الملل الخانق. لحسن الحظ أن نقائص الوضع البشري لا تمنحنا فرصة تحقيق كل رغباتنا.
تلك هي المعادلة التي لم يدركها آدم، فخسر بالتالي الجنة.
عندما أكل آدم من “الشجرة المحرمة”، فإنه بذلك النحو قد حقق رغبته الباقية، رغبته الأخيرة، وبالتالي أطفأ الرغبة لكي يقع في جحيم الملل. هنا تكمن الدلالة الرمزية للخطيئة الأصلية، حيث يبدو فقدان آدم للجنة مجرّد تحصيل حاصل لفقدان الرغبة، وبهذا النحو يمثل هبوطه إلى الأرض فرصة لمعاودة انتعاش الرّغبة بمعول الكدح اليومي. “ملعونةٌ الأَرض بِسببك، بِالتّعَب تَأكل منْها كُلّ أيّام حياتِك” (سفر التكوين). هنا تكمن دلالة الخطيئة والسقوط في السردية الإبراهيمية.
وهكذا أقول لك:
حين تشعر بأنك لم تحقق كل رغباتك، أو أنك لم تحقق معظم رغباتك، فلا تنس أنك عشتَ بفضل رغباتك التي لم تتحقق، أي لم تمت.