أعميار عبد المطلب يكتب : كم نحن؟ أم كيف نحن؟
يستعد المغرب لاجراء الاحصاء العام للسكان والسكنى. وهي محطة استراتيجية بالغة الأهمية. و عوض الدخول في نقاشات عقيمة، عديمة الجدوى والفعالية،من المفروض – من مختلف الفاعلين، مقاربة الموضوع بجدية أكبر، و بأدوات تحليلية علمية طالما أن الاحصاء العام منجز وطني( واقعي) يدخل البلاد كل عشر سنوات الى مختبر التقييم العام. بأدوات متجددة، يتم اختيارها وفق الانتظارات المرجوة. وفي مقدمة ذلك المعرفة الدقيقة و ( العلمية) لأحوال المغاربة للتحضير للعشرية القادمة.
وكيفما كان الحال، فالمهم هو اثارة الاسئلة الجوهرية المرتبطة بهذه العملية.
واذا كان لكل احصاء وطني كلفة مادية وبشرية وادارية هائلة، فالجدير بالذكر أن لكل احصاء وطني انتظارات وتطلعات ورهانات.
لقد قطعت بلادنا أشواطا في عمليات الاحصاء. وحققت بذلك تراكمتات لا بأس بها. غير أن انتظارات اليوم تختلف عن انتظارات الأمس. وأدوات واليات الاحصاء اليوم ليست هي أدوات الأمس. وبالتالي، فالمنتظر أن ينتقل المغرب من المنطق الكمي لمعرفة كم عدد سكان المغرب الى المنطق النوعي لمعرفة كيف يعيش المغاربة.
ننتظر من الاحصاء العام أن يشكل أرضية خصبة لمعرفة أحوال المغرب والمغاربة في كل مناحي الحياة. وأن يشكل ورشا وطنيا حقيقيا لاستقراء أوضاع المغرب بكل فئاته ومكوناته وتعبيراته للنهوض بأوضاع المغرب والمغاربة، وبما يضع السياسات العمومية أمام محك المتطلبات الحقيقية للتنمية البشرية الشاملة.